السبت، 05 مارس 2022 - 11:41 ص

لا ينكر أحد أن لله لطائف وأسرار تدفع عنا الكثير من الأهوال والمصائب، ولكننا لاندرك حقيقتها إلا بعد زوالها ، وهناك قصة تقول أن أحد الرجال الذين عاصروا سيدنا سليمان عليه السلام، ذهب إليه وتوسل اليه ان يعلمه إحدى لغات الحيوانات.. وهنا لم يجد سيدنا سليمان بدا من سؤاله : وأي لغه تريد ان تتعلمها ، فقال الرجل : لغة القطط فأنها تكثر في قريتي، وفعلا علمه لغة القطط .. وبعد عدة أيام سمع الرجل قطتان تتحدثان أمام منزله تقول إحداهما للأخرى: هل عندك طعام فأنني سأموت جوعا؟  فأجابتها كلا ولكن في هذا البيت ديك وسمعناه يقول إنه مريض.. وسيموت ونأكله فاصبري، غضب الرجل مما سمعه من القطتين وتوعدهما قائلا: لا والله لن تأكلن ديكي، وفي الصباح أخذ الديك إلى السوق وباعه! القطة جاءت وسألت هل مات الديك، فقالت لها كلا لقد باعه صاحب الدار ولكني سمعت الخروف يتمتم ويقول إني متخم، وسأموت انقذوني.. فاصبري سيموت ونأكل من لحمه..  إزداد غضب الرجل وقال : لن تأكلا من لحم خروفي وفي الصباح اخذ الخروف وباعه في السوق. مرة ثانية جاءت القطة وسألت هل مات الخروف؟  فأجابتها الأخري  كلا.. لقد باعه صاحب الدار.. ولكن علمت من نبي الله سليمان عليه السلام أن الرجل صاحب الدار سيموت وسيضعون الطعام في مأتمه ونأكل فاصبري قليلا.. صعق الرجل مما سمعه وذهب مسرعا إلى سيدنا سليمان وهو يصرخ ويبكي وأخبره بالقصه وانه سمع القطة تقول إنه سيموت فما العمل؟  رد عليه سيدنا سليمان : من ألطاف الله عليك أنه  قد فداك بالديك ولكنك بعته، وفداك بالخروف، وبعته ايضا، فأما اليوم فأكتب وصيتك فالأمر واقع لامحال لأنك لم تدرك ألطاف الله  الخفية  ولم تسارع بالصدقة علي القطط من طعام عندك ولم تفطن إلى رسالة الله إليك التي جاءت على لسان القطط التي تعلمت لغتها!..  رغم ما أثارته هذه القصة من جدل في مصداقيتها، إلا أن كثيرا من المؤرخين وأهل العلم اعتبروها من معجزات سيدنا سليمان التي يمكن التعامل بها لنشر فضائل الأعمال، وخاصة الصدقة التي هي من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى , وهي ثابتة في القرآن والسنة ، و الصدقة لا ترتبط بشهر معين أو شنط رمضانية أو كائن محدد ، بل أن الباب مفتوحا بكل أشكاله أمام الجميع، وأبسطها كما قال رسولنا الكريم " تبسمك في وجه أخيك صدقة "، والصدقة وإن كانت للقطط هي صدقة أيضا. 

[email protected]